هل الدبلوماسية مصالح أم التزام ؟

الحمد له رب العالمين , و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد و علي آله و صحبه أجمعين.

    الدبلوماسية كلمة دخيلة على العربية. تسللت في العصر الحديث إلى لغتنا وثقافتنا، بصيغتها المعربة على صورة المصدر الصناعي المنتهي  بالياء المشددة، والتاء المربوطة. وقد عرف المسلمون في تاريخهم الطويل مصطلح (السياسة الشرعية) الذي يعني المرونة في رعاية الدنيا وإقامة الدين. والدبلوماسية تتصف بالمرونة كذلك، ولكنها مرونة مصطنعة لغاية  معينة تتمثل في الخداع والمخاتلة ، فإذا ما تحققت المصلحة التي يسعى الدبلوماسي لتحقيقها تجاهل كل شيء يمكن أن ينقض الاتفاق، أو المعاهدة، أو المصالحة، ولا يبالي أن يضرب عرض الحائط بمصالح غيره. إن الدبلوماسية بهذ ا المعنى لا تزيد على أن تكون ضربا من المراوغة التي يقول عنها الشاعر العربي:

                                يعطيك من طرف اللسان حلاوة     ويروغ منك كما يروغ الثعلب

   والظاهر أن العرب، انطلاقا من ثقافتهم الشرعية، يفهمون الدبلوماسية على أنها التزام لا يمكن التهاون في تطبيقه، خصوصا إذا كان  الناتج عنها اتفاقا معقودا فيما بينهم بأيدي غيرهم، حتى ولو علموا أنه عقد لحاجة في نفس يعقوب، لتغليب طرف على طرف, وإدامة الاقتتال بينهم، لعلم الآخر بطبيعتهم النفسية أنهم لا يرضون الضيم، .ولذلك أسيء رسم الحدود، وشوه الدين، وأقيمت الحزازات .

فليتنا نعي ذلك , و نلتزم بشريعتنا , فنحترم دماءنا , و نفوت الفرصة على أعدائنا , فلا يستخدموننا في خراب بلادنا .