اللهم: الغائب يؤوب

  الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. جعلنا الله وشيخنا نادر السنوسي العمراني منهم، يا الله.

  إن الشيخ –حفظه الله وفك أسره- كان على ثغرة من ثغور الإسلام بالإفتاء، والبحث، والتأليف، والتدريس، والتدريب، والإشراف، والمناقشة. رأينا ذلك منه في المساجد، والمعاهد، والجامعات، والأكاديميات، والمؤتمرات، والاتحادات، والروابط، والمجالس، واللجان العلمية التشريعية، والدورات، والفضائيات، والإذاعات، والهواتف، وعلى صفحات المجلات.

تجده مفسرا، ومحدثا، وفقيها؛ يشرح ويناقش بموضوعية، وأفكار واضحة، وأقوال صحيحة، وأدلة قوية، بلهجة صادقة، ولغة فصيحة، في رفق لا يتعصب لأحد على أحد، يدعوإلى الوئام، وجمع كلمة أهل العلم وطلابه على متابعة الحق، واحترام العلماء، والوفاء للوطن وأهله.

 عرفته في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي دار الإفتاء، وفي المعهد العالي للعلوم الشرعية، وفي الكراسي العلمية بجامع الإمام شهاب الدين القرافي لا تفتر له همة، ولا يقر له قرارنشرا للعلم، وخدمة للإسلام، وإيقاظا للأمة التي خدرها عهد الطغيان، وألهتها الفئات المتعادية على حساب الأمة ودينها.

  درّس بنجاح باهرنظم نخبة الفكرللإمام محمد كمال الدين الشمنّي، وشرح ابنه أحمد تقي الدين الشمنّي لهذا النظم (العالي الرتبة في شرح نظم النخبة ) ومعلوم أن نخبة الفكرللإمام ابن حجر العسقلاني، أمير المؤمنين في الحديث، وهي في مصطلح علم الحديث.

  والشيخ –حفظه الله ونجاه- قبل هذا وبعده، وفي بيئات علمية متعددة درّس في هذا العلم  الأصيل : نزهة النظر توضيح نخبة الفكرفي مصطلح الحديث والأثر

للحافظ ابن حجر نفسه، وشرح البيقونية للعلامة البيقوني، وفتح المغيث شرح ألفية الحديث للإمامين :زين الدين العراقي الناظم، والسخاوي الشارح.

  وفي كل هذه الدروس وغيرها يتسابق إلى مجلسه طلابه، ويلتفون حوله؛ يحثهم على العمل مع العلم، والاستمساك بآداب طالب العلم، والتخلق بأخلاق العلماء

في نقد الأقوال والآراء. فيامن خطفتم هذا العلامة العلم إنكم تحرمون الأمة من جهوده المتواصلة، ونشاطاته النافعة. اتقوا الله في علمه وعمله، فالحق يعلو ولا يعلى عليه. إنكم إن اختلفتم معه علميا ، فالعلم رحم بين أهله يصلهم ويجمع كلمتهم لا يفرقهم، وإن اختلفتم معهم سياسيا، فهو ليس له أطماع سياسية وإنما ينير بالعلم طريق ليبيا الجديدة- حفظها الله- ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل؛ فاعتبروا ياأولي الأبصاربما انجرت إليه بنغازي، فلا تفسدوا عاصمتكم؛ فالصادق المصدوق يحذركم في الحديث الصحيح:" من آذى لي وليا فقد آذنته بحرب".راجعوا أنفسكم – هداكم الله- وفكوا أسر الشيخ، وكفانا تمزقا؛ فأعداء الإسلام بجميع صنوفهم يتحالفون على تحطيم قبلتنا بالصواريخ، بعد أن افتكوا أولى القبلتين في فلسطين. اللهم فك أسر المجاهدين، وأحسن خلاص المسجونين المظلومين، ووسع على عبادك المقلين من أمة سيدنا محمد أجمعين. آمين.