الشكر للرقابة والقضاء العادلَين

الشكر للرقابة والقضاء العادلَين

الحمد لله الآمر بالعدل، وقول الحق، وأداء الأمانة، وفعل الخير، والنصح للأمة. وكل هذا وغيره من المثل العليا التي تتأسس عليها الدول، وتشيّد بها الحضارات، وتسعد المجتمعات، له أدلة شرعية قرآنية ونبوية طبقها النبي –صلى الله عليه وسلم- وخلفاء الإسلام مئات السنين، وحفل تاريخنا الإسلامي برجال أقوياء في الحق لا تأخذهم في الله لومة لائم؛ فكان منهم علماء وفقهاء وقضاة سجل التاريخ مواقفهم بمداد من نور، حملوا رسالة علمهم، وأدّوها بمنتهى المسؤولية، فأحيا الله –تعالى- الأمة بهم.

وقد أخبرنا التاريخ، وهو صدوق، أن الغزاة في احتلالهم لبلاد العرب والمسلمين يسعَون لتجريد الناس من هويّتهم، وطمس نور العلم عنهم، لينغمسوا في الجهل والظلم والمجون والفتن، وهو ما نراه اليوم واقعا ملموسا في حياة الشعوب العربية، بالطعن في العلماء، وتهديد القضاء، وإرهاب الأمة بأسرها با التفجير.

ولكن، والحق يقال، مازال في مجتمعنا، والحمد لله، من يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت؛ فيجزي المحسن إحسانا، ويمنع المخطئ من التمادي في خطئه، وهكذا قالت الرقابة الإدارية كلمتها في قرار وقف التعليم الديني، فأمرت بسحب القرار وإلغائه، ونطق القضاء الليبي بإبطاله ومنع العمل به، فدين الأمة ورسالة العلماء لا يزعزعان، فنحن أمة أعزنا الله بالإسلام ، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله " ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين " (المنافقون: 8 ).

إن غرس مبادئ العدالة في نفوسنا يبدأ من مقاعد الدراسة؛ حيث يلقّن الطالب في مراحل دراساته: " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" (النساء: 57 ) والناس أمام القانون سواء، والحق يعلو ولا يعلى عليه، وما بني على باطل فهو باطل، ونحو هذا من القيم التي لا يختلف عليها اثنان. حفظ الله ليبيا، وحماة العدالة والعلم فيها. آمين.