يوم عاشوراء بين الأجر والوزر

يوم عاشوراء بين الأجر والوزر

   مع حلول العام الهجري الجديد الواحد والأربعين بعد الأربعمائة والألف للهجرة النبوية يدخل شهر الله الشهر المحرم، وفيه تلوح انتصارات بركان الغضب- بإذن الله-  على الغزاة المعتدين على  العاصمة، وفيه يوم عاشوراء الذي يقرنه النبي صلى الله عليه و سلم بيوم عرقة و فيه يقول: "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم، حينما هاجر إلى المدينة المنورة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح . هذا يوم نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه. وفي ذلك دلالة على أن دين الله الحق إنما هو الإسلام الذي يوجب الإيمان بجميع الرسل، عليهم وعلى نبينا  صلوات الله وسلامه.

وفي الحديث مرفوعا إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بإسناد جيد:" من وسع  على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة ". وهو ما يفعله الليبيون من صيام عاشوراء ، بل و تاسوعاء ايضا ، و التوسعة على الأسر بالإنفاق بلون معين من الطعام ليس فيه مظاهر الفرح و السرور و لا الزهد و الحزن ، خلافا لأقوام من المسلمين يغالون في الحزن في هذا اليوم إحياء لذكرى مقتل الحسين سبط النبي صلى الله عليه و سلم ، التي صادفت يوم عاشوراء عام 62 من الهجرة النبوية ، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك فجعلوا له أربعينية لتجديد النواح و جلد الذوات و الأبدان بالحبال و السلاسل لإظهار الحزن بصورة شنيعة تقشعر منها الأبدان و تحمل صورهم وسائل الإعلام للتشنيع بالإسلام و المسلمين ، بل تطاولوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و تمسكوا بحديث الإفك و طعنوا في أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق و أبيها رضي الله عنهما ، و تناسوا أنه صاحب النبي صلى الله عليه و سلم في الهجرة ومن هيأ لها الرواحل ، ووظف أسرته فيها و اتفق مع دليل الهجرة عبد الله بن ارقط و كان في طريق الهجرة يذكر الرصد في الطريق فيتقدم براحلته و يذكر الطلب فيتأخر ليفدي النبي صلى الله عليه و سلم بنفسه. فشتان بين طالب لإجر عاشوراء و ساع إلى حمل وزر قبيح عمله ، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب و دعا بدعوى الجاهلية".