العيد مناسبة دينية جعلها الله –تعالى- لعباده المؤمنين العاملين إكراما لهم, لقاء ما تقربوا به إلى الله من الطاعات التي أمروا بها, فأدوها كما أمروا. وقد جعل الله للمسلمين عيدين بعد الفراغ من عبادتين, وتتويجا لهما, وهما عيد الفطر بعد فريضة صيام شهر رمضان, وعيد الأضحى بعد فريضة الحج. وقد جاء في الحديث الصحيح:" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وفيه أيضا:" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي الحديث أيضا بشأن فريضة الحج:" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
والعيد يطلق مجازا على المناسبات الاجتماعية والوطنية التي يحتفل الناس بذكراها حبا في تعميم الفرحة بين أوساط اجتماعية, كما هو مشاهد في مجتمعات كثيرة. ومما تتميز به الأعياد الإسلامية الدعاء بقبول صالح العمل الذي نصب له المسلم نفسه في أدائه لعبادته, والفرحة التي لا تؤدي إلى البطر والغرور, ولا تدفع إلى ارتكاب ما حرمه الله من المفاسد والمهالك, كالجري مع الثيران, والتقاذف بالطماطم. وقد قلت لأحد الناس من أبناء بلد يحتفلون بموسم الطماطم على النحو المذكور: إن في هذا حرمانا لمجتمعات في أمس الحاجة إليه. فقال بكل هدوء إن الطماطم عندهم كثير, ولم يستوعب معنى كفران النعمة لهذا النمط من الاحتفال والمعايدة. فالإسلام يدعو إلى تعميم الفرحة بين المسلمين بمقاسمة بعضهم بعضا ما من الله به عليهم من واسع فضله ورزقه, ولذلك شرعت زكاة الفطر طهرة للصائم, وطعمة للفقير, وشرع الهدي إكراما للبلد الحرام وأهله, وهوما نرى عموم فضله على فقراء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
ومن المظاهر المشتركة في الأعياد التهاني بالعيد زيارة, ومكاتبة , ومراسلة, ومهاتفة, وهي تقاليد لها آثارها الحميدة في تحقيق الترابط الاجتماعي, فبعض المجتمعات التي تفتقده تمثل الأعياد الملاذ الأخير للقاء الأبناء بالآباء. ومن تهاني الأعياد مراسلة عن طريق النقال ما يشكل معطيات لدراسات لغوية , ودينية , واجتماعية قيمة.