عدوان المهزم،،

عدوان المهزوم

تجارب مريرة وفاشلة ورّط نظام الطاغية السابق فيها الليبيين؛ في يوغندا، وقفصة، والجغبوب، وتشاد، وغيرها، وكانت الأزمة الليبية- التشادية أسوأها توريطا لما سفك من دماء أبناء الليبيين و لكثرة أساراهم والمعوقين الذين ألقوا أحياء في البحر، وما فقد فيها من السلاح الليبي الثقيل والخفيف، وما ضيّع من الأموال الليبية، وكان فارس هذه الهزيمة المنكرة هو المهزوم الأسير الذي عاش خارج بلاده نحو ربع قرن بصقل ويعدّ لأداء دور في ليبيا متى حانت الفرصة.

وبعد ثورة السابع عشر من فبراير المباركة التي سفكت فيه دماء الشباب الليبيين على يدي الطاغية السابق وأزلامه قدم المهزوم ليتسلل إلى صف قيادة الثورة، فلم يظفر بمراده، فسعى إلى الانقلاب على السلطة الشرعية، فافتضح أمره في طرابلس، فما كان منه إلا أن استغفل قبائل الشرق الليبي في الزعامة والريادة، وفتح أبواب العمالة المصرية لتخدمهم أباطرة وسادة ليعيشوا أمراء، وواتته الفرصة في نظام استبدادي مصري يلهث للسيطرة على ليبيا، وأمراء عرب وظّفوا ثرواتهم لتمزيق مجتمعات الربيع العربي، فاهتبل هذه الفرص السانحة، فأعلن حربه المدمرة الطاحنة على بنغازي انتقاما للسفير الذي قتل فيها، ليثبت وفاءه، وشرد ساكنيها لإقناع ذوي العصبية القبلية، ونهب أرزاقهم ليشبع جشع الفاسدين بالمال المنهوب، وشجع البلطجية وأزلام النظام السابق بزهق أرواح أهل العلم والقرآن والدين، بل ونبش قبورهم، وإحراقهم، بالفتاوى المستوردة، حتى أسكت الأفواه، وألحق ببنغازي درنة، وروّج لزعامته الموهومة في المحافل الدولية، مستعينا بمن يحالفه وبالموفدين للأمم المتحدة، وبمرونة السياسيين في طرابلس، حتى صار قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى السلطة بمؤتمر جامع، وشاء الله، ولا رادّ لمشيئته، أن يركب المهزوم رأسه، ويقدم على أمر أحمق؛ فيهاجم العاصمة بجيش عرمرم، فيلقّن الدرس الذي لم يكن يتوقعه، وإذا بجيشه يستحيل إلى قتيل ، وجريح، وأسير، وطريد في الفيافي والقفار لا يلوي على شيء، ولم يكن له من عمل بمن تبقى من فلوله إلا قصف الأحياء السكنية، والمواقع المدنية.

وليحذر الأحرار أن يأتيهم المهزوم من إطالة أمد الحرب، وتحريك خلاياه النائمة لتثبيط الهمم، وإثارة الفتن، فكفانا دبلوماسية في عالم لا يبالي بما يراه من عدوان،ولا يحرك ساكنا نحو المعتدي المهزوم. اللهم مزّق شمله، وفرّق جمعه، وشتّت كلمته، واجعل تدميره في تدبيره، وامكر به مكرا مريعا وأنت خير الماكرين، آمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.