يا قاتل الروح: أين المهرب؟

 يا قاتل الروح: أين المهرب؟

   الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

إن روح الكائن الحي محترمة عند خالقها؛ فلا تنزع منه إلا بأمر الله تعالى، فقد يموت المخلوق إنسانا كان أو حيوانا حتف أنفه، وقد يموت الحيوان المأكول اللحم باسم الله تعالى، للانتفاع به { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون}  (يس: 70-72 )

ولا يجور قتله لمجرد اللهو، وإن كان المقتول طيرا حقيرا { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } (الإسراء: 44 )، وقد يقتل الحيوان المفترس لخطره.

والإنسان لكونه مكرما ومحل التكليف لا تزهق روحه إلا عقوبة له على جرم اقترفه، مما هو معلوم في الشريعة الإسلامية، فإن كان القتل خطأ ففيه الدية والكفارة، مما هو معلوم شرعا، والمتسبب في القتل كالقاتل، والمتعمد لذلك فردا أو جماعة يقتلون قصاصا، ولا تنفعهم توبة، بل إن المعتدي على نفسه بإزهاقها متوعد بالنار، والعياذ بالله.

   وليعلم أتباع الطاغية حفتر ومناصروه والداعمون له شعوبا ومجتمعات أن دماء الليبيين في أعناقهم، وأن إتلاف أموالهم ضامنون له من أموالهم، وأن الله يمهل ولا يهمل، وما ضاع حق وراءه مطالب، وقد ألزمت بعض الدول المستعمرة بتعويض من استعمرتهم من الشعوب.

إن الأحداث الاجتماعية تطالعنا باستمرار بانكساف أمر قتلة لم يعرف البخث الجنائي إليهم طريقا، ولكنهم افتضح أمرهم من حيث لم يحتسبوا، وهو ما يعبر عنه الليبيون بقولهم يا قاتل الروح أين تروح؟

   والذين يكررون كالببغاوات الدعاوى الكاذبة لتبرئة المعتدين المجرمين, ويلبّسون على الجاهلين والسذج المغفلين يحمّلون أنفسهم دماء وأموال أناس لم يشتركوا بأيديهم في الاعتداء عليها { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } (آخر الشعراء).

   وعما قريب - بإذن الله - سيخرج الطاغية من المشهد السياسي الليبي إلى الأبد مدحورا ، فماذا أنتم صانعون بصفحاتكم التي لا تمحوها مياه البحار؟

أرقتم الدماء الطاهرة، وقطعتم الأرحام، ونخرتم الإسلام، وتحالفتم مع الفجار، ودفعتم الجزية للكفار عن يد وأنتم صاغرون       ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.