تتجدد هذه الأيام ذكرى ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة. إنها الذكرى السادسة لهذه الثورة المباركة التي أزالت من حياة الليبيين صفحات مظلمة من الاستبداد، والطغيان، والظلم، والعدوان، والكبت، والحرمان حفلت بمعاناة الليبيين حتى حان وقت الخلاص، بإذن الله، ولله در القائل:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب الزمان
ولا بد للقيد أن ينكسر ولا بد للفجر أن يستبان
وليس غريبا أن يستمسك طلاب السلطة بالمكر بمجتمعهم وشعبهم، ومخالفة الحق وأهله، والدعاة إلى خيري الدنيا والآخرة من أهل العلم والفضل، ولكن أن تتورط بلاد عربية مسلمة في دعم المعتدين، وتشاركهم في سفك دماء الليبيين ، وبتر أطرافهم، وهدم مدنهم وقراهم على رؤوسهم، متحالفين مع أعداء الإسلام والمسلمين؛ فذلك أمر في غاية العجب ؛ فليقرءوا تاريخ أندلسهم ليعلموا كيف ضيع أشباه المسلمين جزءا عزيزا من حضارة الإسلام.
لقد دخل سليمان بن هود حاكم سرقسطة مع جيرانه بني ذي النون حكام طائفة طليطلة وأصهار بني تجيب الذين اقتلعهم ابن هود من حكم سرقسطة؛ فاستعان ابن هود بفرناند و الأول ملك ليون وقشتالة لقتال بني ذي النون الذين بدورهم تحالفوا مع غارسيا سانشيز الثالث ملك نافارا ، وأجبر ذلك ابن هود وبني ذي النون على دفع جزية سنوية للملكين المسيحيين لضمان مساعدتهما على قتال كل منهما للآخر، مما أضعف الطائفتين اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا أمام المملكتين المسيحيتين المتجاورتين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.