ومن يتق الله يجعل له مخرجا - (وباء كورونا)

 

ومن يتق الله يجعل له مخرجا 

 نسأل الله لنا ولكم و المسلمين و المجاهدين السلامة من (وباء كورونا). 

   يتعرض المجتمع البشري لوباء فتاك، يسري في الأجساد سريان النار في الهشيم، لا يعترف بحدود للدول، ولا يقيم وزنا لسطوة ملك، ولايبالي بطغيان الدول الكبرى. يقتحم المجتمعات فيصرع ويقتل، ويفزع ويرعب، ويحبس ويسجن، ولا يسمع له صوت، ولا يعرف له سمت، وإنما تدل عليه آثاره المحطمة، والأجساد النخرة، والأرواح السائرة إلى مقاعدها من جنة أو نار، وصدق ربنا سبحانه، في قوله:" وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر:31 ) وهو القائل- سبحانه- تذكيرا وتحذيرا:" فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها".(الأحزاب:9)
   تفاخر اليوم، البشرية بأنها تعيش عصر التقانة، وعصر الفضاء، وعصر الإنترنت، وعصر الحريات والمساواة، وحقوق الإنسان، وعدالة المجتمع الدولي، والمنظمة الأممية؛ وبناء عليه يكون نظريا قد عم كل المجتمعات والشعوب الرخاء، والسعادة، والأمان، والمعرفة، والاستقرار، والسلام ، وأنصف كل مظلوم، وارتدع كل ظالم، وأغيث كل ملهوف، وأطعم كل جائع، وأعين كل ضعيف، وعلم كل جاهل، وشفي كل مريض ونجا، ولكن الواقع المأزوم اليوم يكذب ما يتصوره ويصوره المخدوعون بالحضارة والمدنية المعاصرة.
إن المؤمنين بخالق هذا الكون يعانون أشد العناء على أيدي الوثنيين الهندوس، والبوذيين المناحيس، ومن أخلاف الشيوعية الهالكة، وذيولها الملاحدة من عرب وعجم، ومن الصليبيين والصهاينة المتمالئين على المسلمين في بلاد العرب، وأفريقيا وآسيا، بل في بلدانهم وعلى شواطئ البحاروحدودهم ، بعد تهجيرهم من أوطانهم بتسليط الطغاة عليهم، وإمدادهم بالسلاح الفتاك والمرتزقة، والخبراء والطيران  والصواريخ، وهم يرون المدنيين يقتلون وتهدم البيوت على رؤوسهم، ويشردون ويهجرون ، وثروات البلاد المنكوبة يستولي عليها المجرمون ويساومون عليها، ولا مغيث من هيئة الأمم، ولا من محلس الأمن، ولا من منظمات حقوق الإنسان، ولامنظمة العدل الدولية المزعومة التي بحوزتها الأدلة الدامغة، فلا عجب أن ينتقم الله لعباده المستضعفين، ولكن علينا أن نعلم، كما جاء في الخبر:" لا ينزل عذاب إلا بذنب ، ولا يرفع إلا بتوبة " فلنتب إلى الله من ذنوبنا، ولنتق الله ربنا، ولنكثر من ذكره، وتلاوة كتابه، والصلاة له ودعائه، ولنترك التبرج، والاختلاط، والرقص، والكذب، والتوثين، والمال الحرام، والمخدرات ، والخمور، والسياحة الماجنة، والرياضة العابثة اللاهية، وإضاعة الوقت الثمين في المقاهي والملاعب، فما زاد على حده انقلب إلى ضده؛ فها هي ذي ميادين اللهو والفساد، وقلاع الترفيه الحرام، والشوارع  والطرقات التي تضيع فيها الأموال والأوقات، والفنادق والصالات في المدن الكبرى خلت من روادها، ليعرف الناس للبيوت حرماتها، وللأسرة كيانها، والله تعالى، يذكرنا بقوانينه الربانية: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا " (الطلاق: 2-3 ).
   اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا. أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، وعلى أعوانهم المجرمين. اللهم خذ بثأرنا وثأر دماء المسلمين وأطرافهم   ، والحرمين الشريفين والمسجد الأقصى من الظالمين الغاضبين، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين