الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وعلى آله وصحبه.
أيها الناس: لا تهدموا ثوابتكم. بالأمس القريب, وقبل بضع سنوات, هب الناس
في المدن والقرى الليبية للانقضاض على طاغية هذه البلاد, مثلما انقض
غيرهم من إخوتهم العرب على طغاة آخرين. وبعد أن قامت دولة الحرية في مصر
ألبت الصهيونية العالمية أعداء الحرية من العرب وغيرهم فأسقطوا دولة
الديمقراطية الفتية الناشئة بمسلك غريب استعملوا فيه من لم يحالفه الحظ
في الوصول إلى السلطة, فزهقوا أرواح الصائمين القوام, ورموا بالمصلحين في
السجون, ونصبوا من لا خلاق لهم على كرسي السلطة, فسيطروا على كل شيء,
وجوعوا الناس , وأذلوهم, فخسر الجميع كل شيء , وهاهم أولاء يمارسون الدور
نفسه في بلادنا, ويستعملون أناسا للمهمة الفادحة نفسها. فهل يعي
الإسلاميون بكل أطيافهم ما وقع لإخوانهم في مصر؟ وهل يعي بنو قومي الضياع
الذي وقع لإخوتهم في مصر؟ وهل يعي الوطنيون ما حل بالعراق, والشام,ومصر؟
فالاستقواء بالأجنبي طامة كبرى لا ينتج عنها إلا خسارة الجميع, وخروجهم
من المولد بلا حمص, وذهاب الدين والوطن – لا قدر الله – أدراج الرياح,
وهو هدفهم المنشود الذي تحقق أكثره في العراق والشام. اللهم سلمنا وسلم
ديننا, واحفظ دار الإسلام والمسلمين.آمين.