أليس في الأمة رجل رشيد؟

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه .

     حلَّ شهر رمضان, شهر التوبة والغفران والعتق من النيران, فليت المسلمين يعرفون لهذا الشهر منزلته العالية في الإسلام, وينتفعون ببركاته التي يسرها الله تعالى لهم, ويكفّون عن العدوان على حرمات دمائهم وأعراضهم وأموالهم, بل ودينهم وعقولهم. ولئن كان أكثر حكام المسلمين في واد ومحكوموهم في وديان أخرى أفليس فيهم رجل رشيد ؟ إن المصلحين من أولي الأمر في البلدان المرجو خيرها عليهم أن يتولوا إيقاظ الأمة عضوا عضوا, ويتيحوا للعلماء والمفكرين المخلصين بأن يناقشوا مشاكل المسلمين, ويفضحوا أدوارأعدائهم في تغذيتها , ويقترحوا صور العلاج المناسب لكل منها. ولو تأملنا مشاكلنا لوجدناها تتمحور حول ما يأتي:

-ضياع فلسطين, وتعلق المسلمين بأوهام الحلول الدولية, وركونهم إلى الغاصب الآثم الساعي لىتفريغ بلادهم وتشتيتهم في الآفاق لصنع شرق جديد لا دور فيه للإسلام والمسلمين.  

-طمع الشيعة الروافض في السيطرة على المسلمين وقيادتهم.

-تغول بعض الدول الإسلامية على أخرى والعمل على تمزيقها.

-إصرار ما يسمى بالمجتمع الدولي على إبعاد كل مسلم مخلص لدينه من قيادة أمته.

-تمكين الدول المستعمرة للطغاة وأعوانهم من رقاب المسلمين.

-بروز فئات من الشباب الغالي في التنكر للأمة ولعلمائها.  

فإذا ما عرفنا بموضوعية تامة أساس مشاكلنا وقام أهل العلم والساسة المخلصون بحلها أعاننا الله على أعدائنا وحققنا طموحنا. فالأمر كما قال ربنا (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ولله در القائل:

 

             ما حك جلدك مثل ظفرك    فتول أنت زمام أمرك